31°صنعاء
36°البيضاء
32°عدن
30°المكلا
33°حضرموت
30°تعز
35°المهره
42°مأرب
31° صنعاء
البيضاء36°
عدن32°
المكلا30°
حضرموت33°
تعز30°
المهره35°
مأرب42°
الأحد 05 / مايو / 2024
154.99ريال سعودي
158.57درهم إماراتي
750.91جنيه إسترليني
675.45يورو
ريال سعودي154.99
درهم إماراتي158.57
جنيه إسترليني750.91
يورو675.45
بقلم: عبداللطيف المرهبي

بقلم: عبداللطيف المرهبي

المواقف والتاريخ !

لكل موقف قيمة ومستوى وثمن، وهناك موقف سلبي و أخر إيجابي، ولكن السائد أن "الموقف" يرتبط بالإيجاب، ومن الأوصاف التي يطلقها الناس للدلالة على الاعتزاز والفخر نحو شخص أو كيان كان له دور بالفعل أو القول في قضية معينه، ويقال إن فلان "رجل موقف" أو "صاحب موقف" كميزة محترمة بين الناس أن "الرجال مواقف"، وفي المقابل عكسياً يقال "فلان بلا موقف". ومع اعتبار نوعية المواقف ومستواها وقيمتها وتأثيرها، أيضاً تختلف أهمية المواقف وتقييمها بعلاقتها زمنياً، وللتوقيت علاقة قوية بالمواقف، إذ تأتي المواقف متأخره وتأتي المواقف متقدمة ومواكبة وفي وقتها المناسب ولكل منها دور وأثر معين. هناك مواقف تمنع الأخطاء والكوارث، وأخرى تدفعها، ومواقف للمواجهة، ومواقف تجبر وعكسها تكسر، كما أن مواقف بعينها تخلي مسؤولية ومواقف تحاكم و..... الخ. وما بين دفع ثمن المواقف أو استلام ثمنها فرق شاسع ومقام قويم، ففي الأولى يظهر الكرام والأبطال، وفي الثانية يظهر اللئام والانتهازيون كثيراً، ولا يستويان، وان استوت المواقف إلا أن أصحابها لا يستوون، وهناك فرق بين القيمة والثمن للموقف. فالكبار بمواقفهم يضعون أقدامهم وإن دفعوا الثمن، والصغار يحطون رحالهم بمواقفهم ويستلمون الثمن. ولعل حاضرنا اليوم في المشهد اليمني ومن بداية الأحداث المتأزمة التي تعانيها اليمن جراء الإنقلاب الحوثي على الإرادة الشعبية والجمهورية والدولة خير شاهد ومثال على المواقف بنوعيتها وزمنها وتأثيرها تجاه ذلك، فهناك السباقون بمواقفهم وقد دفعوا ثمنها ولم يألو جهدا ولا عزيمة، وهناك الذين كانت مواقفهم خاطئة وكارثية بداية ومع مرور الأيام عدلوا عنها إيجاباً، وهناك من لا زالوا في ذات المواقف العدمية حتى اليوم، كما أن هناك من لم يكن لهم موقف بداية وبقوا في المنطقة الرمادية حيناً، وهناك آخرون قد يكونوا أشخاصاً أو مجموعات معينة أعلنوا مواقفهم متأخرين ضد الإنقلاب ولكنهم بدافع المكاسب واستلموا ثمن مواقفهم بلا تحرج. وأمام كل ذلك يُترك التقييم والإيضاح للتاريخ، ولست أدري ما إذا كان هنا من سيدون التاريخ ويكشف الخفي والمطمور بأمانة وموضوعية، أما أن المهمة متروكة لكثير من بياعي المواقف والمتفرجين ليكتبوا انطباعاتهم كما يريدون لا كما يقول الواقع!. قد يرى البعض أن لا قلق من هذه الناحية دام التكنولوجيا في متناول اليد، والتوثيق لا يخون ولا يسمح لمتقول أو متذاكي أن يتحكم بتاريخ ونضال وتضحيات الناس، مع أني أدعو المؤرخين الثقات الذين لديهم قدر من المسؤولية والأمانة والمنطق أن يعطوا هذا الجانب جل اهتمامهم من اليوم.